ما بيصّح إلاّ الصحيح..

“ما بيصّح إلاّ الصحيح”.

هذه العبارة يردّدها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كثيرًا هذه الأيام، وبالأخص أمام من يفاتحه بضرورة عقد لقاء مصارحة بينه وبين رئيس الحكومة المتريث سعد الحريري، وقطع الطريق على المستفيدين من الإصطياد في المياه العكرة، بعدما تجاوز البعض كل الخطوط، فيكتفي بالقول: “كل شي بوقتو حلو”، على ذمة بعض زوار معراب.

ولا تخفي مصادر مقربة من معراب إنزعاجها من صمت الحريري عن الإشاعات التي يطلقها بعض المقربين منه، إلاّ إذا كان راضيًا عمّا يقوله البعض في السر وفي العلن، على رغم أن أي بيان رسمي لم يصدر لا عن رئيس الحكومة المعلقة إستقالته ولا عن تياره حول إتهام “القوات” بأنها وراء الأزمة التي نشبت بينه وبين القيادة السعودية الشابة.

الإتصالات الجارية بعيدًا عن الإعلام التي يقوم بها أصدقاء مشتركون، وكان آخرهم بالأمس الإعلامي راشد فايد الذي زار وزير الإعلام ملحم الرياشي، لم تصل بعد إلى حدود تأمين المناخ الملائم الذي يسمح بلقاء مباشر بين حليفي الأمس، من أجل وضع النقاط على الحروف.

وفي رأي بعض العارفين أنه من المبكر الحديث عن توافق قريب بين “القوات” و”المستقبل” على الأولويات. ويعتقد هؤلاء أن لا شي واضحًا في المدى المنظور، وإن كانوا يعتقدون أن الأمور آيلة في النهاية إلى نوع من التفاهم، خصوصًا إذا عاد الحريري عن إستقالته وعادت مياه الحكومة إلى مجاريها، بإعتبار أن رئيس تيار “المستقبل” قد يحتاج إلى مساندة “القوات” داخل الحكومة وخارجها، من أجل تحصين موقفه في وجه أي محاولة إستعلائية قد يقوم بها “حزب الله” أو “التيار الوطني الحر”، ولئلا يجد نفسه مستفردًا أو مغلوباً على أمره في بعض القرارات التي تتطلب أكثرية الأصوات في حال تمّ اللجوء إلى حق التصويت، وهو حق يجيزه الدستور في غياب التوافق.

ويقول بعض المقربين من “الحكيم” أن معادلة س – س (سعد – سمير) سيكون لها الغلبة في النهاية، خصوصًا عندما يكتشف الحريري أن ثمة اشخاصًا من داخل “البيت الأزرق” مخروقون، وهم الذين يقفون خلف التسريبات التي تتهم “القوات” بكتابة تقارير إلى القيادة السعودية، وهم مدفوعون من بعض الجهات المحلية بهدف تخريب العلاقة بين سعد وسمير، من دون إغفال هؤلاء أن الحريري تأثّر إلى حدّ كبير بهذه الفبركات، وهو صدّقها وبنى عليها تحالفاته الجديدة، مما يعني أن مساعي تذويب الجليد الذي بدأ يتراكم بين معراب و”بيت الوسط” ستطول وستكون شاقة.

من جهة أخرى يضحك المحيطون بـ”الحكيم” في سرّهم عندما يسمعون كلامًا من هنا ومن هناك عن تركيب تحالفات سياسية وإنتخابية ثلاثية ورباعية وخماسية في مواجهة ما يُسمّى “غدر” “القوات اللبنانية” بالحريري، ويقول هؤلاء أن الإنتخابات قد أصبحت على الأبواب، وأن “القوات” ستكون حذرة جدًا في إختيار حلفائها المحتملين، والذين لا يشكلون لها “تقّالات” في خوض غمار هذه الإنتخابات في أكثر من منطقة، وإن كان البعض يعتقد أن المواجهة التي تنتظر “القوات” في حال بقيت التحالفات على شكلها الراهن ستكون صعبة ومتعبة ومكلفة.

(لبنان 24)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى