ما ذنب الطفولة بالسياسة !!

بقلم .. الصحافية فاطمة جواد بيضون

قبل ان تخط اناملهم حروف المستقبل ، وقبل ان ترف جفون عيونهم ، وقبل ان يهمس بأذنهم “الله أكبر” ، و ان تنطق شفاههم “ماما” ، و ان ترى عينهم نور الفجر ، و ان تلمس يدهم لعبة اللهو ، و ان تشاهد عيونهم شعاع الشمس وينعمون بدفئها ويمشون بأقدامهم على تراب اليمن الحبيب و …… استفاقوا على عتمة الوطن و سواد المستقبل ، لا بل منهم من استفاق على صلاة الجنازة ، فكانت جنازته !!!!
ما ذنب البراءة والطفولة في اليمن باللعبة الاقليمية السياسية التي ما لبثت ان سمحت لهم ان يرتدوا الزي المدرسي او ان يروا بصيص نور امل حياتهم .
ما أقسى الحياة عندما نرى فلذاتُ أكبادٍ قد أجبرتهم الظروف على التوقف عن اللعب والتعليم مُتَخلّين عن طفولتهم ساعين وراء لقمة العيش ..
ففي وسط هذا الصراع الرهيب – صراع البقاء على قيدِ الحياة- أصبح منظر الأطفـال الذين يكدحون ويشحذون شيئاً معتاداً وعلامةً فارقة في وجه المدنِ اليمنية، ولكن قد يقول قائل : عمالة الأطفال مشكلة عالمية وهنالك ما يقارب ربع مليار طفل يعانون تلك المشكلة في شتى أصقاع العالم
ولكن ؛
في اليمن وتحت القيادة السياسية الحكيمة التي تسعى إلى التميز من خلال تصدر الترتيب العالمي للتنمية ومكافحة الفقر والفساد لا ترى هذه المشكلة من أعلى القائمة بل من أسفلها!!
ولم تقف معاناة الأطفال اليمنيين عند هذا الحد بل تم تصديرهم لدول الجوار لامتهانهم في أعمال الشحاذة وما خفي كان أعظم !!.. وبطبيعة الحال فالمشكلة سببها الرئيسي من وجهة نظري يكمن في الخلل الموجود لدى أمانة الحاكم الذي من المفروض أن يكون مسئولاً عن رعيته، فيرعاهم ويتفقد أحوالهم فهو مسئولٌ أمام الله عنهم، وهذا لا ينفي المسئولية ولا يلغيها عن فئات أخرى مشاركة في استمراريتها وبنسب متفاوتة لا يسع المجال لذكرها ..
ولكن الى متى ستبقى الطفولة مغمسة بالدماء بدلا من استنهاض الضمير ؟؟؟؟
والى متى سيبقى الحال على ما هو عليه ؟؟؟؟
إلى متى سنبقى صامتين ومتفرجين ؟؟؟
الم يحن موعد الاستيقاظ ؟؟
الم تسئموا من السكوت !!!!؟؟؟؟؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى