مثلك لا يموت | بقلم الشيخ حيدر دقماق
أهدي هذا الوجه ابتسامة دامعة
وفي القلب ألف غصة عمر وحنين
وفي الصدر تناهيد مواجع وأنين
مثلك لا يموت
فأنتِ واهبة حياة
وأنتِ كما كنتِ سمو روح
ورنّة ناي في الوديان والسفوح
أم حسن..
جميلة الخَلْق والخُلُق
طيبة كالخبز وساكنة كالماء
يطمئن السلام ويستوطن في قلبها
تأتي من كل الجهات ببِشرٍ نادر الوجود
لا يسبقها أحد بالتحايا والسؤال والاطمئنان
أم حسن
امرأة عاملية الإنتماء بامتياز
مسقط الرأس أرفع عناوين التاريخ
ضيعتها الشهابية كما كانت تقولها بفخر
تزرع فيها نقاء الحبّ، فيفوح عطر الياسمين
أصيلة بنت الأصول، كريمة معطاءة بلا حدود
اليوم الكل في بكاء ونحيب
فلمثلك تليق الحياة التي لا تغيب
وأنت تعودين للدار بهدوء حين غفوة
ونحن نلوّح بمناديل مثقلة بماء العيون
نراك محمولة فوق هامات الرجال والأحباب
نرمق النعش وكأنه عرش أميرة بهيبة الوقار
ما أروعكِ
والكل يتحدث عنكِ يا سيدة الجموع
عن اللطف، والرقّة، والذوق، والحضور الأنيق
ما أفجع الموت حين تسلل إلى القلب الرحيم
وما أصعب العيش دونك فالليل بعدك طويل
وداعاً أم حسن
إلى رحمة الله الواسعة
إلى جنان الخلد والنعيم
في جوار محمد وآله الطاهرين (ص)
أنت الماضية إلى ربك ونحن بقضائه راضون
ولن نلبث بعدك طويلا، إنا لله وإنا إليه راجعون
الفقيدة الحاجة علية الحاج (أم حسن بيضون)