معلومات في ملف العسكريين الأسرى لدى “داعش” تُكشف لأول مرة

اذا كانت موجة الهجوم الداخلية على خلفية ما حصل بعد توقيفات مخيمي “قارية” و”النور” وجلاء الحقيقة كاملة مع اكتمال ملف التحقيقات واحالة كامل الموقوفين الى النيابة العامة العسكرية اليوم، ان الاستهداف الممنهج للجيش لم ينته، ومستمر على ما يبدو من خلال محاولة امساك الجيش من “اليد التي تؤلمه” وهي ملف العسكريين الاسرى لدى الدولة الاسلامية منذ آب 2014، والذي عمد تنظيم “داعش” الى اعادة تحريك الخنجر في الجرح الذي لم يلتئم، في لعبة قديمة جديدة، اذ تلقى احد اهالي العسكريين اتصالا من مصدر تحدث باسم التنظيم مهددا متوعدا بالاقتصاص منهم ما دفع الاهالي الى التحرك والنزول الى الشارع في خطة وصفوها بالتصاعدية.

مصدر أمني مطلع اكد ان الجيش اللبناني لم يهمل هذه القضية منذ اليوم الاول، وان قائد الجيش العماد جوزاف عون يولي اهمية خاصة لهذا الملف، الذي دأب على التأكيد على اهميته في كل “امر يوم” يصدر عنه مؤكدا على ذلك في احاديثه مع الضباط خلال اللقاءات والاجتماعات الدورية، متابعا القضية مع الاجهزة العسكرية والامنية المعنية داخل المؤسسة وخارجها، كاشفة ان القيادة تتعامل مع الامر بعيدا عن الاستعراضات والاعلام، وهي المعنية الاولى باستعادة ابنائها قبل اي كان، وهي من اجل ذلك تسخر كل طاقاتها لتحقيق هذا الهدف، وقد قامت بأكثر من عملية نوعية بقيت طي الكتمان لاستطلاع مواقع يرجح وجود الاسرى فيها في الجرود، كما ان تحليلا يوميا يجري للصور والافلام الملتقطة من الجو لرصد اي شيء في هذا الخصوص، كما ان التحقيقات مع الموقوفين من الارهابيين تركز على هذا الموضوع.

ويتابع المصدر بان احدا لا يشكك في ولاء هؤلاء الابطال الذين قاموا بواجبهم حتى اللحظة الاخيرة، وانه اذا كانت حصلت عملية انشقاق فردية تحت ضغط التعذيب والترهيب فان ذلك لا يعمم على العسكريين التسعة، مقدرا وضع الاهالي داعيا اياهم الى عدم الوقوع في فخ بعض الذين يحاولون الاستثمار في دماء وحياة العسكريين وتحويلهم الى متاريس للتصويب ضد المؤسسة التي هم اصحابها قبل غيرهم ومعنيون بحمايتها قبل غيرهم، مشددا على ان القيادة لا تتأخر عن طرق اي باب ومتابعة اي خيط وساطة حتى النهاية، مقدمة كل التسهيلات الضرورية لانجاح هذه المهمة، كاشفا ان الفترة الماضية شهدت فتحا لخط تواصل قطعه الارهابيون دون معرفة السبب رغم ابداء الجيش استعداده للتعاون التام مع الوسيط وتقديمه اكثر من بادرة حسن نية، لم تلاق بأي تجاوب ما ادى الى انسحاب الوسيط.

معطيات كلها جعلت الاوساط السياسية تتساءل عن الاهداف التي تقف وراءها لتبيان القطبة المخفية المشنة في الحرب على الجيش وقيادته دون تبرير أو داع، ما يدفع الى القول ان ثمة من يحاول اضعاف الجيش الذي بدأ ورشة اعادة بناء نفسه بعد فترة الفراغ القاتل الذي اصابته في اكثر من مكان، في الوقت الذي نجحت قيادته في تحقيق توازن واضح بين مقتضيات التحالف مع الولايات المتحدة كداعم اساسي في الحرب ضد الارهاب، وضرورات التوازنات الداخلية القائمة على جمر الفتنة السنية ـ الشيعية التي يحاولون اليوم النفخ فيها، مورطين الجيش في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، ظانين ان التصويب على اليرزة قد يصيب حارة حريك، “فكل الحملات هدفها استباق نتائج معركة الجرود عبر خلق فتنة داخلية.

المصدر : ميشال نصر – الديار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى