مع مجيء الصقور | إستقرار لبنان بات مهدداً لهذه الأسباب؟

الديار

مع تغلغل صقور الصهيونية في الادارة الاميركية بقيادة ترامب، تعود طبول الحرب لتقرع مجدداً ويبلغ القلق نسبة عالية مما ستؤول اليه الامور في المنطقة برمتها. وما يعنينا من ذلك هو تأثر الوضع اللبناني بهذه التغيرات التي طرأت على التركيبة السياسية الاميركية، فالسعوديون اعتبروا ان تعيين جون بولتون مستشارا للامن القومي يخدم العرب، فيما الوقائع تشير الى ان العراق هدم في وقته والفوضى سادت في اراضيه كافة وتحول العراق الى ارض خراب ودمار بعد ان كان دولة عربية قوية. والحال ان لبنان ينعم اليوم باستقرار نسبي يحميه من كل التوترات التي تعصف في سوريا والعراق الى جانب التهديد الذي مارسه «داعش» لفترة زمنية معينة، ولكن اذا اختارت الادارة الاميركية توجها اكثر تشددا مع ايران فذلك سيسبب تزعزعاً في الاستقرار اللبناني بما ان حزب الله سيشمله هذا التشدد الاميركي.

حتما سيخلق حالة من التوتر على الساحة اللبنانية نظرا لقوة حزب الله وتأثيره في النظام اللبناني، فأي تشدد سيفرض على حزب الله ستكون له ارتداداته على الحكم اللبناني بأكمله، فالمقاومة جزء لا يتجزأ من التركيبة اللبنانية. بيد ان لجوء واشنطن الى استعمال العقوبات على ايران ومحاصرتها من كل حدب وصوب سيطال مواجهتها في لبنان عبر محاولات لاضعاف حزب الله وايضاً ستحتدم المواجهة في العراق بخاصة ان السعودية اوضحت انها مصممة على استعادة العراق من ايدي الايرانيين وستفعل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك. هذا التوجه الاميركي الذي يترافق مع سياسة سعودية متوازية في هذا الشق، سيوثر سلبا في لبنان بما ان العهد برئاسة ميشال عون سيتضرر من الاجواء المشحونة ضد حزب الله وهو الذي اعلن تمسكه بسلاح المقاومة فكيف سيكون موقف الدولة اللبنانية اذا مارست واشنطن ضغوطاً على الرئيس عون وعلى الحكومة من اجل تقليص نفوذ حزب الله؟

هذا الامر لا ينعكس سلباً فقط على اخصام واشنطن اللبنانيين في السياسة اللبنانية بل يشمل ايضاً حلفاءها وابرزهم الرئيس سعد الحريري فالاخير يعول على اهمية الحفاظ على الاستقرار اللبناني معتبرا ان ذلك يصب لمصلحة فريقه ولمسار الدولة في حين يحرج حزب الله. اما اذا عمت الفوضى السياسية والامنية لبنان، فلذلك اضرار وخيمة على الدولة ومؤسساتها، وهذا الامر يضعف موقع الحريري حليف واشنطن ويعيق حركته وليس فقط يضعف حزب الله.

الايام المقبلة ستكشف لنا بشكل اوضح ما يخبئه لنا ترامب كلبنانيين وللمنطقة بأسرها، ولكن بعض الخيوط تشير بشكل واضح الى ان ترامب من محبي الحروب و«العنتريات» و«الفوضى الخلاقة»، وما كل هذه التعيينات الجديدة لطاقمه سوى اكمال للمشروع الحاقد على منطقتنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى