صيغة تؤمن للحريري مدخلاً للعودة عن استقالته.. ولهذا عاد إلى بيروت!

رئيس الحكومة سعد الحريري لم يأتِ إلى لبنان ليتريّث في تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بل هو عاد إلى بيروت، ووفق معطيات ديبلوماسية، في سياق فرملة خطوة الإستقالة والذهاب نحو التريّث ومناقشة الخطوة المقبلة الأخرى.

وكشفت المعلومات، أن التريّث جاء نتيجة تمنّيات روسية وفرنسية دفعت بالرياض إلى إيجاد هذا المخرج، على أن تقابله خطوات تُطبخ في الداخل اللبناني، وتقضي بإيجاد الصيغة للخروج “دستورياً” وسياسياً من حال التريّث، وبالتالي، العودة عن الإستقالة. وعزت هذا الأمر إلى اعتبارات عدة أبرزها أنه لا يمكن للحكومة الحالية أن تجتمع، أو أن تنجز أو تقرّر في مشاريع محدّدة، خصوصاً وأن هناك توجّهاً نحو قيام الحريري بسلسلة جولات على مرجعيات سياسية وروحية، وذلك في إطار بلورة موقف وطني جامع لمواكبة مرحلة ما بعد التريّث، لأن كل القوى السياسية، وتحديداً رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي نبيه بري، يدركان ظروف الحريري، وما أحيط بها من اعتبارات أملت عليه أن يكون حريصاً في مرحلة ما بعد الإستقالة، وبالتالي، أن يكسب ولو جزئياً في ما طالب به “حزب الله” وإيران وما يراهن عليه من دور لرئيس الجمهورية في مسألة الحوار الوطني.

وأضافت المعلومات الديبلوماسية، أن طاولة الحوار التي كثر الحديث عنها في المرحلة الأخيرة، لا تزال موضع متابعة من قبل رئيس الجمهورية ومستشاريه، وذلك بالنسبة لجدوى هذه المطالبة، وإذا كانت ستنجح في تحقيق نتائج إيجابية، أو ستفشل عن تحقيق أي أهداف بالنسبة لما هو مطروح من عناوين بارزة اليوم، وفي مقدمها النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية، والأخذ بالإعتبار المناخات العربية المتوتّرة، والحرص على الإستقرار الداخلي، والحفاظ على العلاقات مع دول المنطقة.

ووسط تعدّد الآراء وتباينها في أوساط القيادات السياسية الداخلية نظراً لحساسية هذه العناوين الأربعة، علماً أنها تندرج في سياق ما طرحه الحريري في خطاب استقالته من الرياض، تحدّثت المعلومات نفسها عن صيغة أخرى لمقاربة الوضع الحالي، وهي تنص على مواصلة وزير الخارجية جبران باسيل جولاته الخارجية لوضع العواصم العربية والغربية في صورة ما يحصل في لبنان، وذلك تداركاً لأي طرح متعلّق بالإستقالة من الرياض، لأنها أتت خارجة عن إرادة رئيس الحكومة الشخصية، رغم أنه أكد عليها لإحداث صدمة إيجابية.

وأضافت المعلومات الديبلوماسية نفسها، أن هناك طرحاً ثالثاً يطرح في الكواليس السياسية، ويتمثّل في سلسلة لقاءات يجريها رئيس الجمهورية مع المرجعيات السياسية والروحية، وتحديداً مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ذلك من أجل التوصّل إلى صيغة تؤمّن للحريري مدخلاً للعودة عن الإستقالة.

وخلصت المعلومات، إلى أن الإسبوعين المقبلين مخصّصان للتشاور والتواصل والإتفاق على اعتماد مخرج للإستقالة من خلال الطروحات المذكورة، لا سيما وأن عبارة التريّث أتت لإعطاء العهد والقوى السياسية الفرصة لإيجاد الحلّ لما طرحه الحريري. وشدّدت على أن كلاً من هذه الطروحات يناقَش بشكل دقيق بين المسؤولين، مشيرة إلى أن النتائج لن تتأخّر، خاصة وأن “طبخ” الحلول يسير على إيقاع دور فرنسي وروسي وأميركي في آن، مما سيسرّع في تشكيل معالم المرحلة المقبلة، وتحديد اتجاهاتها.

المصدر : هيام عيد – الديار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى