أيّها اللبنانيّون عيونكم على القاهرة وهذا ما قد يحصل

الأوضاع ذاهبة الى مزيد من التأزّم، يقول أحد السياسيين “المستقبَليين” (نسبةً الى تيار “المستقبل”) واللعبة، في رأيه، ليست في لبنان وإنما في سوريا، فمدينة البوكمال التي أعلن النظام وحلفاؤه تحريرَها من “الدواعش” فجأة تبيّن أنها لم تسقط بعد وأنّ هناك هجمات تشنّها “داعش” فيها وتلحق خسائرَ بقوات النظام وحلفائها.
هناك تهويل، يقول “المستقبَلي” نفسُه، ولكن “من المؤكّد أنّ المملكة العربية السعودية لا تريد إطلاقاً تحوّل نجران “جنوب لبنان آخر” تصبّ فيه إيران حمَمَ صواريخها بواسطة الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
ويضيف: “القصة هنا هي قصة اليمن، بدليل أنّ الرئيس سعد الحريري ركّز في بيان استقالته على أزمة اليمن وارتباطها بلبنان، فالجانبُ السعودي لا يريد أن يكون إنهاء تدخّل “حزب الله” مقابل التسوية في لبنان، أي إنّ الرياض تعتبر أن لا شأن لـ”حزب الله” كي يتدخّل في اليمن ويورّط لبنان في الأزمة اليمنية، وأنه إذا كان يرمي من هذا التدخّل الوصول الى مساومة بينه وبين الرياض، فإنّ مثلَ هذه المساومة ترفضها القيادة السعودية وترى أنّ على الحزب أن يتوقّف عن التدخّل في الشأن اليمني عبر دعم الحوثيين في قصف الأراضي السعودية والتي كان منها الصاروخ البالستي الذي استهدف الرياض.
ولذلك تتّجه الأنظار، يقول “المستقبَلي” إياه الى القاهرة التي ستشهد غداً اجتماعَ جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بناءً على دعوة السعودية، وينتظر بعد انتقال الحريري من الرياض الى باريس أن يكون عنوانُ البحث في هذا الاجتماع “التدخّل الإيراني السافر في شؤون الدول العربية”.
ولا يستبعد أن يطرح ممثلو بعض الدول استقالة الحريري بأبعادها وخلفيّاتها توصّلاً لبلورة موقف من الأوضاع في لبنان ومستقبلها، في ضوء المخاوف من الدخول في فراغ حكومي إذا لم يعد الحريري عن استقالته.
ويبدو أنّ الحريري، حسب هذا “المستقبَلي”، لن يكون في وارد العودة عن الاستقالة إذا لم يتلمّس “مرونةً” من “الطرف الآخر” إزاءَ شروطه التي يطرحها، وأنّ حديث وزير الخارجية جبران باسيل عن “إمكانية” عودة الرئيس المستقيل عن استقالته لا يكفي لأنّ الاعتراضَ على الحكومة لدى الحريري وحلفائه في الداخل والخارج سببه ما يعتبرونه “هيمنة طرف عليها”، والطرف المقصود هنا هو “حزب الله” وحلفاؤه من “تيار وطني حرّ” وغيره. وقد ساق الحريري هذا الأمر بين الأسباب التي علّل بها استقالتَه عندما أعلنها في الرياض قبل نحو أسبوعين.

(يا صور)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى