نيفين أحبت الجيش اللبناني…لكن الجيش لم يبادلها الحب…وهذا ما حصل معها!

“أنا ما بفرق شي عنن، أنا متلن”! لسان حال شابة لبنانية أحبّت البدلة العسكرية، وسعت “لوصالها”، لكن البدلة لم “تبادلها” ما أرادت، فبقي حلمها “حب من طرف واحد”. بهذه التعابير ارتقينا إيصال الصورة، لأنه لا يليق بالجيش إلا الحب. هي قصة نيفين الشابة التي أرادت الإلتحاق بالجيش اللبناني، بعدما طالعت بياناً عن الحاجة إلى تعيين رتباء، لكنها صُدمت حين شكّل حجابها حاجزاً منعها من الوصول.
“الحاجة إلى ذكور وإناث”، هذا ما نصه الإعلان، وبحسب ما أفادت نيفين لموقعنا بنت جبيل.أورغ أنها ذهبت بالمستندات المطلوبة، بعدما تاكدت أنها مستوفية للشروط. إلا أنه قبل إتمام عملية تقديم الطلب، أبلغوها أنه ينبغي أن تكون بلا حجاب لإلتقاط الصورة بحسب ما ذكرت. رفضت الشابة خلع حجابها، وأصرت على أن تكون صورتها بحجابها باعتباره جزء من حريتها الشخصية وجزء من تعاليم دينها.
قالت نيفين أنها بعد ذلك أبلغت بأنه لم يتم قبولها بسبب حجابها. وهذا ما شكل لها صدمة، فلو أنها رفضت فقط، لكان أمراً بديهياً. ولكن من المحزن أن يكون الحجاب بمفهومه المادي هو السبب.
تقول الشابة أن بعض الفتيات قبلن بخلع الحجاب، لأنهن غير متمسكات به أصلاً، ولديهن استعداد لخلعه. لكن الشابة المحجبة لطمت منديلها متمسكةً به، ومضت تجرجر الخيبة…ليس لرفضها بل لأنها استنتجت أنه ما من فرصة ثانية لها للمحاولة حتى.
وفي المقابل، نجحت الشابة اللبنانية الأصل أمل شموط في أن تصبح أول شرطية محجبة في أميركا. كذلك انضمت هذا العام “ميساء أوزا”، اللبنانية الأصل، وهي محجبة، إلى سلاح الجو الأميركي كمستشارة قانونية. ونذكر في السياق أيضاً، مها سكر، أول امرأة ترتدي الحجاب كجزء من الزي الرسمي للشرطة في أستراليا، وهي لبنانية الأصل. كما فازت مؤخراً اللبنانية الأصل ناديا صالح بعضوية إحدى المجالس البلدية في أستراليا، وهي أول محجبة تدخل مجلساً حكومياً في أستراليا.
الجدير بالذكر أنه منذ بضعة سنوات كان قد أثير الجدل في لبنان حول مسألة عدم قبول محجبات في قوى الأمن الداخلي. وأفيد أنه في النظام العسكري من الممنوع إظهار أي رمز ديني، وعليه يعتبر الحجاب من الرموز التي تدل على طائفة صاحبته. ولكن ليس في هذا التعليل ما يرضي المحجبات، لأن الحجاب ليس مجرد “اكسسوار” يمكن الإستغناء عنه، بل مفهوم داخلي دفين، يتجلى خارجياً بقطعة القماش واللباس الساتر. وقد تم تخطي الأمر، حيث بتنا نرى محجبات في أمن الدولة، إلا أنه بقي حاجزاً يحول دون وصول محجبات للجيش. وعلى الرغم من مساواة العنصر الأنثوي بالعنصر الذكوري، يبقى جدار العنصرية أمام المحجبات. ويبقى طموح المحجبة بالبدلة العسكرية…”حب من طرف واحد”.

داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى