هذه هي الأعضاء البشرية التي يمكن استئصالها وتستمر الحياة من دونها

المصدر : هاف بوست عربي

رغم التطور الطبي الهائل وانتشار جراحات استئصال الأعضاء، فإن هناك أعضاء لا يمكن أن يظلَّ الإنسان على قيد الحياة بعد إزالتها مثل القلب والدماغ.

فعند إزالة القلب، يتوقَّف الدم عن السريان في جميع أجزاء الجسد، ومن ثم تبدأ خلايا الجسم في احتياج الغذاء اللازم والأكسجين المحمول إليها بواسطة الدم، وينتهي الأمر بالوفاة.

كذلك الأمر عند إزالة الدماغ؛ إذ يفقد الجسم المركز الرئيسي المُسيطر على معظم العمليات الحيوية الهامة في الجسم، ويُصبح من المستحيل أن يعوض الجسم ما فقده من وظائفه جراء إزالة الدماغ، وسُرعان ما تتوقف معظم العمليات الحيوية في الجسم.

ولكن ماذا عن باقي الأعضاء الأخرى؟ هل يمكن أن تظلَّ على قيد الحياة بعد إزالة المعدة أو القولون، أو إزالة الرئتين أو الكليتين؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية، فقد تتفاجأ بقدرة الإنسان على العيش بدون عدد من أهم أعضائه.

أعضاء الوجه والرقبة.. أشياء كثيرة غالية عليك يمكن الاستغناء عنها

يضرب المثال بالعينين في الثقافة العربية لأهمية الأشياء، تعبيراً عن قيمة هذا العضو في حياة الإنسان.

ولكن العينين مثلها مثل العديد من الأعضاء في الوجه والرقبة كالأنف، يمكن إزالتها، ويستمر الإنسان على قيد الحياة رغم المعاناة، بالإضافة إلى الأعضاء الموجودة داخل تجويف الفم كاللسان واللوزتين، مع اختلاف في درجة تأثر الإنسان بإزالة هذه الأعضاء.

وتُعد اللوزتان واللحمية إلى جانب الغدة الدرقية من أشهر الأعضاء التي يجري استئصالها جراحياً في الوجه والرقبة.

اللوزتان واللحمية: اللوزتان هما عبارة عن كتلتين من النسيج اللمفاوي المناعي، الذي يقع في تجويف الفم، وتحديداً في مؤخرة الحلق.

كذلك، تعد لحمية الأنف أو الزائدة الأنفية كتلة من الأنسجة اللمفاوية، التي توجد خلف تجويف الأنف. وتُستأصل اللوزتان واللحمية عبر تجويف الفم، وتعد عملية استئصال اللوزتين واللحمية من أكثر جراحات الأنف والأذن والحنجرة، التي تُجرى للأطفال حول العالم.

وتنص المعايير الطبية على أهمية استئصال اللوزتين للأطفال، في حال التهابها 7 مرات في العام الماضي، أو التهابها 5 مرات في السنة خلال عامين متتاليين.

ويمكن للإنسان أن يعيش دون اللوزتين واللحمية، بدون مضاعفات أو خلل في وظائف الجسم، وتعد عملية شائعة وغير معقدة، وآمنة بنسبة كبيرة على المرضى، خاصة الأطفال.

الغدة الدرقية: توجد في الجزء السفلي من الرقبة، وتُفرز هرمون “الثيروكسين” الهام في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي. تصاب الغدة الدرقية بحالات التهاب أو الأورام، التي تزيد من معدل إفراز الغدة للهرمون؛ مما يؤثر بشكل سلبي على وظائف الجسم، ويُعرض المريض لمشكلات صحية متعددة.

تتضمن عملية استئصال الغدة الدرقية جميع أجزاء الغدة أو جزءاً منها، وبعد استئصالها جراحياً ينصح الطبيب مرضاه بتناول بعض الأدوية الهرمونية، التي تقوم بتوفير هرمون “الثيروكسين” للجسم؛ وذلك بسبب أهميته الوظيفية في عمليات الأيض.

أعضاء التجويف الصدري.. إلا هذا لا يمكن استئصاله

يحتوي التجويف الصدري على عضوين هامين؛ هما القلب والرئتان. لا يمكن للإنسان أن يظلَّ على قيد الحياة بعد إزالة القلب، لكن يمكنه أن يظل حياً بعد إزالة رئة واحدة بالكامل أو جزء منها، بشرط وجود الرئة الأخرى في حالة جيدة.

وتُعد الأورام السرطانية من أشهر أسباب عملية استئصال الرئة أو جزء منها، ويبلغ معدل الوفيات الناجم عن عملية استئصال الرئة حوالي 2 إلى 7%.

تقل القدرة التنفسية لدى المريض بعد استئصال إحدى رئتيه، ولكن بالمتابعة الطبية والتدريب المتواصل تحت إشراف طبي، يمكن رفع قدرة وكفاءة الرئة الأخرى لدى المريض.

أعضاء البطن.. هل يمكن للإنسان الحياة بدون معدة؟

رغم أهمية أعضاء البطن فإن كثيراً منها معرضة للاستئصال، بعضها يحتاج إلى تدخل جراحي لتوفير بديل، بينما هناك أعضاء يمكن للجسم الاستغناء عنها، مع استخدام بعض الأدوية والعقاقير، مع /أو تغيير العادات الغذائية.

الزائدة الدودية: جزء صغير بارز يقع في بداية الأمعاء الغليظة، كان يعتقد أنها عديمة الفائدة، ولا تمتلك وظيفة مفيدة للجسم، وهذا ما تم تفنيده علمياً خلال الأعوام القليلة الماضية؛ إذ ثبت علمياً وجود وظيفة مناعية للزائدة الدودية، بفضل احتوائها على جزء من النسيج الليمفاوي، وأيضاً تُعد مصدراً للبكتيريا المفيدة للجهاز الهضمي.

تكثر بالزائدة الالتهابات، نتيجة حدوث انسداد بقطع البراز أو عدوى بكتيرية. ويُعد التهاب الزائدة الدودية السبب الرئيسي لاستئصالها جراحياً. عملية استئصال الزائدة الدودية من أشهر العمليات الطارئة، التي تُجرى في تخصصات الجراحة العامة في المستشفيات حول العالم، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد 24 ساعة من إجراء العملية، والعيش بشكل طبيعي تماماً بدون الزائدة الدودية.

المرارة: تُعرف أيضاً بالحوصلة الصفراوية، وهي كيس صغير أسفل الكبد تفرز العصارة الصفراوية، اللازمة لعملية هضم وتكسير الدهون في الأمعاء الدقيقة. ويُعد انسداد القناة المرارية بالحصوات السبب الرئيسي لحدوث التهاب حاد في المرارة، وأيضاً أحد الأسباب الرئيسية لاستئصال المرارة جراحياً، ولا يتعرض المرضى لمشكلات هضمية بعد استئصال المرارة في معظم الأوقات، ويمكنهم التمتع بحياة طبيعية دونها.

الطحال: بسبب موقعه أسفل الضلوع في البطن على الجانب الأيسر؛ فإنه عرضة للتمزق والنزيف نتيجة الصدمات، مما يجعل عمليات استئصاله جراحياً شائعة. ولدى الطحال دور مهم في الحماية ضد العدوى؛ لذا بعد استئصاله جراحياً يزداد خطر إصابة المريض بالعدوى، وتحديداً بعد إجراء العملية الجراحية مباشرة. وللحد من ذلك، يعطى المريض تطعيمات للوقاية من العدوى، قبل عملية إزالة الطحال.

المعدة: نجحت أول عملية استئصال أو إزالة المعدة بشكل جزئي في عام 1881، وأجراها في ذلك الوقت الجراح النمساوي ثيودور بيلروث. وبعد تطور جراحات الجهاز الهضمي في القرن الواحد والعشرين أصبحت جراحة استئصال المعدة بشكل كلي أو جزئي، من الجراحات الناجحة بشكل كبير.

ويُعد سرطان المعدة أحد أشهر أسباب إزالة المعدة بشكل كلي. وبعد إزالة المعدة، يجري توصيل القناة الهضمية ببعضها البعض، وتحديداً المريء والأمعاء الدقيقة. كذلك، يجب متابعة المريض طبياً وتغيير نظامه الغذائي، بشكل يمكنه من التعايش مع غياب المعدة في جسمه.

القولون: عندما تجري إزالة الأمعاء الغليظة أو القولون، قد يحتاج المريض إلى ارتداء كيس خارجي لجمع البراز. وبما أن البراز لا يمكن أن يتحرك خلال الجسم نحو فتحة الشرج كما هو الحال عادة؛ يُجري الأطباء عملية جراحية تعرف بـ”فغر القولون”، أو “تفويه القولون”، التي تشمل توصيل جزء من القولون بجدار البطن الأمامي. وعلى الرغم من صعوبة تخيل القيام بالتبرز عبر فتحة في البطن، إلا أن المرضى يستطيعون التأقلم بشكل جيد مع هذه الطريقة، وعيش حياتهم بشكل طبيعي دون مضاعفات، أو تعديل في نظامهم الغذائي.

الكلى: لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة طبيعية في غياب الكليتين، لكنه يمكنه العيش في وجود كلية واحدة فقط.

وتعد الكلى من أهم أعضاء الجهاز البولي في جسم الإنسان، التي تنقي وتصفي الدم من السموم والفضلات مثل الأمونيا وغيرها، وتفرزها في البول إلى خارج الجسم. ويمكن الحياة بشكل طبيعي في وجود كلية واحدة بعد استئصال الأخرى، شرط أن تكون بحالة جيدة، وذلك وفقاً لمؤسسة الكلى الوطنية الأميركية.

إذن، على الرغم من الأهمية الوظيفية لأعضاء الجسم؛ يمكن لحياة الإنسان أن تستمر بشكل طبيعي بعد إزالة بعضها جراحياً، هذا لا يعني أن تهمل في الحفاظ عليها، ففي النهاية لا يمكن تعويض إبداع الخالق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى