هكذا تتجسس غوغل وأمازون عليك داخل منزلك!

ترغب أمازون وغوغل حقا في مشاهدة كل تحركاتك. إن سلسلة من طلبات الحصول على براءات الاختراع، التي قدمتها الشركتان، تمثل الخطوط العريضة لمجموعة من الاحتمالات حول كيفية استخدام أنظمة “تحدث” ذكية ذات قدرة على الاستماع بشكل أفضل للمستخدمين بشكل دائم، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وتشير طلبات براءات الاختراع إلى أن أنظمة “غوغل هوم” و”أمازون إيكو” يمكنهما دائما معرفة كل شيء، بدءا من مزاج المستخدم ووصولا إلى حالته الصحية، وأن الغرض من تلك الخصائص هو زيادة درجات تأثير الإعلان عن المنتجات المختلفة، استنادا إلى البيانات التي يتم جمعها طوال الوقت.

ويتزامن هذا التطور مع بلوغ فضيحة فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا ذروتها، حيث تم الكشف عن التجسس على البيانات الخاصة بـ50 مليون مستخدم.

ويوضح طلب براءة الاختراع، المقدم من #غوغل، كيف سيمكن استخدام الإشارات الصوتية والمرئية في التوصل إلى فهم أفضل لمزاج المتكلم، وأو حالته الصحية، بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

نبرة الصوت
يمكن للأجهزة الاستماع إلى نبرة “صوت المستخدم ورصد معدل سرعة التنفس والبكاء”. ويمكنها أيضا رصد سعال المستخدم أوعطسه.

كاميرات وتسجيلات صوتية
وتكشف نفس طلبات براءة الاختراع عن جهاز يمكنه “التعرف على تي شيرت ملقى على أرضية خزانة المستخدم” يحمل صورة لوجه الممثل الشهير ويل سميث، على سبيل المثال.

ويمكن بعد ذلك دمج هذا البيانات مع سجل المتصفح الذي يعرض عمليات البحث عن ويل سميث. وبالتالي تأتي خطوة تقديم غوغل “اقتراح بمشاهدة فيلم” يتم عرضه بطولة نجمك المفضل ويل سميث في أحد دور السينما القريبة من محل إقامتك.

نصائح للآباء ومآرب أخرى
وفي طلب براءة اختراع منفصل، تصف غوغل جهازا يقدم نصائح للآباء حول “مجالات تحسين الأبناء” مثل قضاء وقت أطول مع أطفالهم وقت العشاء.

“عندما يقترب الأطفال من خزانة مشروبات أو في غرفة نوم والديهم بمفردهم، يمكن للنظام المبتكر أن يستنتج احتمال حدوث أذى للأطفال”، وفقا لنص طلب براءة الاختراع، الذي يوضح أيضا أنه عند اكتشاف السلوك المؤذي، يمكن للجهاز الذكي أن يوزع العقوبات مثل تقييد استخدام الهاتف المحمول.

بيان صحفي غير مقنع
وردا على مقال بصحيفة “نيويورك تايمز”، ذكرت غوغل إنها “لا تستخدم الصوت الخام لاستقراء الحالة المزاجية أو الظروف الطبية أو المعلومات الديموغرافية.”

وأضافت الشركة: أنه “تم تصميم جميع الأجهزة التي تأتي مع مساعد غوغل، بما في ذلك “غوغل هوم”، بحيث تراعي خصوصية المستخدم”.

ولكن لم يكن الرد مقنعا للغالبية العظمى ممن قاموا بالتعقيب وبخاصة من جانب القائمين على جمعيات حماية حقوق المستهلك، حيث قال جيمي كورت رئيس جمعية لحماية المستهلك في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز: “عندما تقرأ أجزاء من طلب براءة الاختراع، تجد أنه من الواضح أنها برامج تجسس ونظم مراقبة تهدف إلى تسليم المستخدم إلى المعلنين”.

وأضاف أن تلك البرامج ستساعد الشركات بشكل أساسي على “اكتشاف كيف تبدو حياتنا المنزلية بطرق نوعية”.

خوارزمية “تحليل الصوت”
كما تقدمت شركة آمازون أيضا بطلب التصديق على براءة اختراع تصف كيف يمكن استخدام خوارزمية “تحليل الصوت” من خلال أجهزة مختلفة لتحليل الكلمات في الوقت الفعلي.

ويعني هذا أنه عندما يسمع التطبيق كلمات مثل “الكراهية” أو “الحب” أو “الرغبة”، يمكنه عرض إعلانات استنادا إلى أفكار المستخدم واهتماماته.

وتشتمل البراءة على مخطط يوضح كيف يمكن أن يؤدي الاتصال بين صديقين، على سبيل المثال، إلى أن يصل عرض للأول بالحصول على أحد بطاقات التخفيض في مول تجاري قريبا من محل إقامته، بينما يكون العرض المقترح للطرف الآخر هو الحصول على تذاكر مخفضة لحديقة حيوان سان دييغو.

مبررات أمازون
وأعلنت شركة أمازون في بيان صحفي أنها أخذت “الخصوصية على محمل الجد”، ولم يتم “استخدام التسجيلات الصوتية للعملاء من أجل الإعلانات المستهدفة”.

وقالت آمازون إنها قدمت “عددا من طلبات براءات الاختراع المستقبلية التي تستكشف الإمكانيات الكاملة للتكنولوجيا الجديدة”، وأنها “تستغرق عدة سنوات لتلقيها ولا تعكس بالضرورة التطورات الحالية للمنتجات والخدمات المستخدمة حاليا”.

تجسس على المستخدم
في نهاية العام الماضي، كشفت طلبات الحصول على براءات اختراع من آمازون وغوغل عن طرق يمكن من خلالها لتطبيقات المساعد الصوتي التجسس على المستخدمين.

وتم نشر النتائج في تقرير أعدته جمعية سانتا مونيكا لحماية حقوق المستهلك، ومقرها كاليفورنيا.

يقول التقرير إن براءات الاختراع تكشف عن الاستخدام المحتمل للأجهزة كمعدات مراقبة لجمع المعلومات الضخمة والإعلان الرقمي المتطفل.

أنظمة لا تغفو
ووجد التقرير أن المساعدين الرقميين يمكن أن يكونوا “مستيقظين” حتى عندما يعتقد المستخدمون أنهم لا يستمعون. هذا على الرغم من أنه من المفترض أن يتفاعل المساعد الرقمي فقط عندما يسمعون ما يسمى بـ “كلمة التنبيه”.

وقال جون سيمبسون، مدير مشروع لحماية الخصوصية والتكنولوجيا، في ذلك الوقت: “يريد مسؤولو غوغل وآمازون أن تعتقدوا أن “غوغل هوم” و”آمازون إيكو” موجودون لمساعدتك بمجرد سماع صوتك.

“ولكن، في الواقع، إنهم جميعا يتطفلون عليك وعلى عائلتك في منزلك ويجمعون أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أنشطتك”.

ويستطرد سيمبسون شارحا: “قد تجد تلك التطبيقات مفيدة في بعض الأحيان، لكن يجب أن تفكر في ما قد تكشفه عن نفسك وعائلتك، وكيف يمكن استخدام هذه المعلومات في المستقبل”.

ويختتم سيمبسون قائلا: إنه من المتعين على غوغل وأمازون أن تدفع أموالا مقابل اقتناء مثل هذه الأجهزة في منزلك، “بدلا من فرض رسوم عليك مقابل خدمات هذه الأجهزة للمراقبة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى