هل بدأ تمرد الرئيس الحريري على قرار عزوفه؟

“تتّسم ذكرى 14 شباط هذا العام برمزيّة مختلفة. أضف إلى كونها تاريخ وقوع زلزال اغتيال رفيق الحريري، بكلّ تداعياته التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، فإنّها تلتصق بقرار نجله سعد الحريري “تعليق” مشاركته هو وكلّ تيار المستقبل في العمل السياسي إلى أن يخلق الله أمراً كان مفعولا.

ثمّة مَن يترقّب الكلمة التي سيلقيها رئيس تيار المستقبل في هذه المناسبة، ليس من باب رصد “التعابير الهجومية” التي قد يوجّهها إلى خصومه، القدامى والجدد، بل لقياس منسوب الراديكاليّة التي سيتعاطى بها مع مَن سيتجاوز قرار الاعتكاف ليكون في عداد لوائح الترشيحات في الاستحقاق المقبل.

في الشكل، يتردّد أنّ الاحتفالية ستكون متواضعة، بمعنى أنّ مشاهد الاستعراض السياسي والخطاب، التي كانت تحتلّ مسرح 14 شباط، ليست بوارد أن تكرِّر ذاتها لألف سبب وسبب. في أوساط المستقبل، يبدو أنّ الاتجاه الغالب هو لتنظيم زيارة برئاسة الحريري، محاطاً بكوادر تيّاره، للقيام بوقفة رمزية أمام ضريح الشهيد. لكن يبدو أنّ الحريري يفضّل أن تكون هذه الوقفة محصّنة بمظلّة سنّيّة، من خلال مشاركة رجال دين ورؤساء الحكومات السابقين، في محاولة منه لتوجيه رسالة أنّه لم يُعزَل عن طائفته.

وهنا يرصد متابعون “تمرّداً” حريرياً في أكثر من موضع، خصوصاً في الوجوه الإعلامية التي لم تترك الشاشات وهي تردّد خلال الأسبوع الفائت أنّ الحريري باقٍ في السياسة وأنّ بيته مفتوح، وراحت تمعن في صدامات مع القوات اللبنانية ومع وسائل إعلامية ومع ناشطين…

لكن بمعزل عن كيفيّة الاحتفال، يُنتظَر أن تتضمّن كلمة سعد الحريري مزيداً من الإشارات إلى مدى تصلّبه في دعوة فريقه إلى الانكفاء، خصوصاً أنّ بعض النواب والقيادات متحمّسون للمشاركة وتأليف لوائح مستقلّة بالشكل، وزرقاء بالمضمون… أو العكس تماماً.

أضف إلى ذلك أنّ حسابات رؤساء الحكومات السابقين مختلفة:

– تمّام سلام سارع إلى إعلان انسحابه من الحياة الانتخابية.

2- رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي سار في المسار النقيض ليقطع، بعد استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الطريق على المقاطعة السنّيّة تحت عنوان أنّه رئيس حكومة ستكون “شغلتها وعملتها” الانتخابات. ولذلك لا يمكنه أن يدعو نهاراً إلى إجراء الانتخابات بصفته رئيساً للحكومة، ويشجّع ليلاً على المقاطعة.

3- أمّا رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة فيبدو أنّ الحماسة لخوض الانتخابات تجتاحه من جديد، تحت عنوان عدم ترك الساحة السنّيّة لمخالب الخصوم.

ماذا عن بهاء الحريري؟
بات جليّاً أنّ شقيق سعد الحريري سينخرط في الاستحقاق النيابي، ومن بعده السياسي، على نحو عميق، حتى لو اُتُّهم بأنّه لم يتسلّح بالوفاء لشقيقه. وما البيان الذي تلاه منذ أيام إلا دليل حسّيّ جديد على إصراره على دخول الساحة اللبنانية، ولو أنّ مساره السياسي لا يوحي بالجدّيّة الكافية لخوض غمار الزعامة التي يشتهيها.

لكنّ دخوله المعترك لا يعني بالضرورة أنّ الرجل يتسلّح بأيّ غطاء إقليمي أو دولي لاعتبارات كثيرة، أهمّها يتعلّق بشخصه وقدرته على تكوين زعامة سنّيّة.

تشير المعلومات إلى أنّه لم يتلقَّ أيّ دعم دوليّ – عربي، وتحديداً من السعودية، ولم يُشعَل بوجهه أيّ ضوء أخضر، وكلّ ما في الأمر أنّ هناك مَن نقل إليه أنّ الساحة اللبنانية مفتوحة، وإذا ما تمكّن من حجز سلّة من المقاعد فسيكون بعد ذلك لكلّ حادث حديث.

على هذا الأساس، يتردّد أنّ الرجل قد يكون في بيروت خلال الأيام المقبلة (بين 13 و16 شباط) لإطلاق معركته الانتخابية التي يُقال إنّها ستكون في أكثر من دائرة انتخابية، ولو أنّه إلى الآن لم ينجح في ضمّ وجوه جذّابة إلى لوائحه.

لا بل أكثر من ذلك، ثمّة معلومات تفيد بأنّ عرضاً قدّمه بهاء للسيدة نازك الحريري لشراء قصر قريطم، ويتردّد أيضاً أنّه يقول في مجالسه الخاصة إنّه يسعى يسعى إلى الجلوس على كرسي رفيق الحريري.

كريستال خوري – اساس ميديا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى