هل تحولت الجامعة الأميركية مسرحا لتعذيب القطط؟… وأين قانون الرفق بالحيوان؟

لم يأتِ خبر التعدي على الحيوانات الأليفة هذه المرة، ذبحا وتقطيعا وتعذيبا، من منطقة لبنانية نائية، وإنما من أعرق صرح تربوي في لبنان، أي الجامعة الأميركية في بيروت AUB، هذه المؤسسة الأكاديمية التي رسخت إلى العلم قيم العدالة والحرية القادمة من بلاد العم سام، ما يعني أن الصدمة مضاعفة، وأول ما أصابت سمعة الجامعة، قبل أن تصيب الرأي العام اللبناني، خصوصا بعد أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة صادمة لقطة صغيرة فصل رأسها وأطرافها عن جسدها، مع رسالة لمحبي الحيوانات تطالب جديا بمراسلة الـAUB الجامعة الأميركية في بيروت، وجاء فيها بأن هذه الصورة التقطت صباح الخميس 12 تشرين الأول 2017 في احد أروقة الجامعة، وذكرت أيضا بأن الجامعة مستاءة من وجود القطط في حرمها وتريد التخلص منها، ولحظت الرسالة أن لا رعاية لائقة تقدم لهذه القطط ولا برنامج تبنٍّ يحد من تكاثرها. وتابعت الرسالة بأن “المطلوب مراسلة الجامعة والتعبير عن الانزعاج من هذا التصرف ووضع برنامج منسق بشكل جيد، ليس فقط للحد من أعداد القطط وتكاثرها والحفاظ على مستوى معين للتحكم بأعدادها، لا بل الرعاية على نحو يليق بالجامعة حر صا على عدم تكرار هذا المشهد المرعب”، وختمت الرسالة بعناوين بريد التكتروني لمراسلة الجامعة عليها:

ضبط أعدادها والحد من تكاثرها

 من المعروف أن القطط في الجامعة الأميركية قد شكلت ظاهرة مميزة وفريدة، خصوصا وانها اتخذت من حرمها مستقرا لها منذ ما يزيد عن 30 عاما، فنمت وتكاثرت، وأشار أحد التلامذة إلى أن إدارة الجامعة تقتطع مبلغا من الأقساط لرعاية هذه القطط والاهتمام بها وتلبية حاجاتها، ولكن اعدادها اصبحت فوق المتوقع نظرا لعدم وجود برنامج لضبط أعدادها والحد من تكاثرها. وقال أحدهم بأن القطط اصبحت عبئا ثقيلا على الجامعة، وأن التلامذة منقسمون بين محب ومبغض لهذه الحيوانات الأليفة، فبعضهم يقدم لها الطعام والشراب والبعض يتقصد إيذاءها عبر ركلها وتعذيبها بوضع أكياس النايلون في رؤوسها، كما تواردت أخبار بشأن دخول القطط الى اروقة الجامعة والصفوف والمكتبات، وتكررت كثيرا هذه الحالات فكانت مصدر ازعاج للبعض، الامر الذي كان يتطلب اتخاذ تدابير كي لا تكون القطط مخلوقات غير مرغوب بها في حرم الجامعة. ويذكر أيضا انه في العام 2015 تعرضت القطط لعمليات قتل، وقد أجمع الرأي يومها على أن الجامعة لم تعط الموضوع الأهمية اللازمة لتدارك خطورة هذا الموضوع، خصوصا وان القاتل هو حتما في حالة نفسية مشوشة، يمكن أن تؤدي به الى الإعتداء على البشر، وهذا ما تكرر طرحه بالأمس على مختلف الصفحات والمجموعات الفيسبوكية.

مراجعة الكاميرات

وأكد مصدر في الجامعة رفض ذكر اسمه خوفا من ردة فعل الادارة، لـ greenarea.me أن “هذه الصورة التقطت أمس (الخميس) عند السادسة صباحا في احد أروقة الجامعة، وتحديدا في غرفة جمعت فيها بعض القطط الصغيرة التي أبعدت عن أمهاتها حين رميت في حرم الجامعة، وواحدة منها عمياء”. وأفاد المصدر أن “هذا المكان يقع بالقرب من المستودعات والمخازن، وبإمكان الجامعة التحقق من خلال مراجعة الكاميرات”، وتساءل أيضا “عن دور رجال الأمن وكيف لشخص أن يتسلل ويفعل هذا الامر بدون ملاحظتهم؟”.

 قانون حماية الحيوان

   كما أجمعت التعليقات على ضرورة معرفة الفاعل ومحاسبته، ووضع خطة لإغاثة هذه القطط ورعايتها من قبل الادارة، كما عبر كثيرون عن غضبهم وذهولهم، وقد ورد في بعض التعليقات التأكيد على الدعوة للاعتصام أمام حرم الجامعة ومساءلة الإدارة. من جهتنا، في greenarea.me و”جمعية Green Area الدولية”، يهمنا أن يصار إلى فتح تحقيق جدي من قبل الجهات المختصة وادارة الجامعة في هذه الحادثة، ومراجعة الكاميرات واستدعاء رجال الأمن واستجوابهم، خصوصا وأن قانون حماية الحيوان في لبنان أصبح نافذا، ولا يليق بصرح تعليمي كالجامعة الأميركية أن تحدث فيه مثل هذه الجرائم، كما وان احتمال وقوع هذه الحادثة في الجامعة هو خطر على أن تمتد يد هذا القاتل لمزيد من الجرائم، وهي فرصة من شأنها أن تعيد قضية هذه الكائنات الى الواجهة مع ضرورة الاهتمام بها بشكل حضاري، ضمن برنامج وخطة مدروسة، كما ويهمنا أيضا أن يصدر عن الجامعة تصريح بشأن هذه القضية، ولنا أمل بأن تشتمل رسالة التعليم الى تربية وإنشاء أولادنا على إحترام البيئة والحيوان.

فاديا جمعة – greenarea.me

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى