هل تراجعت التهديدات الأمنية في لبنان؟

مرت الساعات الثمانية والاربعين الماضية من دون حصول اي حدث أمني – إرهابي كانت بعض السفارات الغربية في لبنان حذرت منه ودعت رعاياها الى توخي الحذر وعدم التواجد في أماكن فيها تجمعات، في وقت استنفرت فيه الأجهزة العسكرية والأمنية كل طاقاتها لمواجهة اي طارئ قد يحصل في هذا المضمار.

تقول المعلومات الأمنية: إن مخابرات غربية رصدت اتصالات خلال الأيام الماضية، تشير الى إمكانية قيام مجموعة إرهابية بخطف ديبلوماسي غربي يتردد بشكل يومي الى كازينو لبنان مع إمكانية ان تتضمن عملية الخطف عملا إرهابيا على الكازينو نفسه أو على رواده، من هنا صدرت التحذيرات الاولى بالدعوة الى عدم ارتياد الكازينو، ومن ثم تلتها تحذيرات من سفارات غربية أخرى لرعاياها انطلاقا من المعلومات الاولى التي أعطتها المخابرات الغربية، وذلك من خلال حرص السفارات على رعاياها.

وتشير المعلومات الى ان تزامن هذه التحذيرات مع بدء الاستعدادات لاحياء ليالي عاشوراء، دفع الأجهزة الأمنية المعنية الى التعامل معها بكثير من الجدية، فسارعت الى رفع جهوزيتها والى تفعيل عمليات الرصد والمراقبة التي أسفرت عن توقيفات في الشمال والجنوب، فضلا عن إجراءات استثنائية اتخذتها القوى الأمنية حول العديد من المؤسسات والمراكز التي يمكن ان تكون هدفا للارهابيين.

وتضيف المعلومات نفسها: ان الأجهزة الأمنية حرصت خلال الأيام الماضية على القيام بخطوات استباقية حيث أوقفت على سبيل الاحتياط العديد ممن كانت لهم علاقات مع تنظيمات إرهابية، أو الذين ثبت من خلال عمليات الرصد والمراقبة تواصلهم مع داعش او مع جبهة النصرة لا سيما بعد خروج قيادات وعناصر التنظيمين من جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع مهزومين عسكريا.

وتشير المعلومات الى انه ليس بالضرورة ان يكون الموقوفون وقد بلغ عددهم نحو ثلاثين شخصا ٢٥ منهم من طرابلس والشمال، يقال ان ستة منهم يشكلون خلية، متورطون بالعمل الامني الذي تحدثت عنه السفارات الغربية وحذرت منه، وإنما التوقيفات جاءت على سبيل الاحتياط بهدف التحقيق معهم عن معلومات ربما يمتلكونها من خلال تواصلهم مع المجموعات الإرهابية عن أعمال أمنية قد تستعد مجموعات او خلايا نائمة محلية للقيام بها بتكليف من قيادتي داعش او جبهة النصرة في الرقة او أدلب او دير الزور، لذلك فقد تم إطلاق سراح عدد من الموقوفين بعد انتهاء التحقيق معهم والتأكد من عدم تورطهم.

وتقول مصادر أمنية: إن التدابير والاجراءات الأمنية الاستثنائية التي اتخذت خلال الأسبوع المنصرم والتوقيفات التي حصلت ساهمت الى حد كبير في ادخال الطمأنينة الى نفوس اللبنانيين بأن أجهزتهم الأمنية ساهرة على حفظ الاستقرار، خصوصا ان المهلة التي تحدثت عنها السفارات الغربية قد مرت من دون حصول اي حادث يمكن ان يعكر صفو الأمن اللبناني.

وتضيف هذه المصادر: بعد انتصار الجيش ودحر المجموعات الارهابية عن الاراضي اللبنانية لم يعد هناك ما يدعو الى الخوف من عمل إرهابي يهز كيان الدولة، وان ما يمكن ان يحصل هو أعمال فردية يمكن إحتواءها او مواجهتها، لافتة الانتباه الى ان الأجهزة الأمنية كافة تأخذ هذا الامر بعين الاعتبار وبجدية تامة وهي ستستمر في اتخاذ كل الإجراءات لمواجهة اي محاولة للإخلال بالامن.

وعما اذا كانت هذه التهديدات قد انتهت، تقول المصادر الأمنية: ليس بالضرورة ان تكون انتهت، بل هي حتما تراجعت، مؤكدة ان الوضع الامني في لبنان ممسوك وتحت السيطرة، وان القوى الأمنية في جهوزية كاملة للتصدي، وبالتالي فانه لا داعي للقلق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى