هل ينعى شهيّب خطته للنفايات؟

فاطمة سلامة

يعيش السياسيون في لبنان كخطين متوازيين يحتاجان دوماً الى ثالث ليجمعهما. تدخل الطائفية و”الديماغوجية” والشوفينية والكثير من المصطلحات في صُلب العمل السياسي، وهذا أمر قد نراه في الكثير من البلدان. لكن ما يُثير الغرابة تملُك تلك المفردات “زعماء” السياسة حتى خلال معالجة ملف حياتي كالنفايات. عندها يُصبح التعصُب جريمة بحق كل من يتنفّس هواء الوطن، وهذا ما يحصل في لبنان. مشهد النفايات التي بدت أمس وكأنها تقوم برحلة سياحية في شوارع بيروت مع أول “شتوة” كان مخزياً، يقول مرجع سياسي عايش تلك الأزمة من ألفها الى يائها. برأيه “مسكين من يُصدّق كذبة “إيجاد مطمر هنا ومكب هنا، الطائفية السياسية تختصر الأزمة بأكملها”. وفق قناعاته، ساعات قليلة كفيلة بحل هذا الملف إذا صفت النوايا لتصبح مصلحة المواطن هي العليا”.

لم يكُن الأحد يوم استجمام في المصيطبة. مشهد النفايات التي ملأت شوارع بيروت لم يرُق للرئيس تمام سلام أبداً. من وراء شاشة التلفاز شاهد “أكوام” النفايات، فبدا في قمة الامتعاض، حسب ما تقول مصادره. رئيس الحكومة أقسم على نفسه اتخاذ موقف حاسم، إذا بقي حال النفايات على ما هو عليه. وفق المصادر، ينكب الرجل في هذه الأيام على دراسة جُملة خيارات لحفظ ماء وجهه، لكنه لم يُحدّد بعد ماهية الخيار المناسب وتوقيته. يعتبر سلام أنّ مشاهد النفايات المقززة معيبة بحقه كرئيس لمجلس الوزراء، وهو من موقع المسؤولية لن ينتظر طويلاً لاتخاذ الموقف المناسب. نظرية البال الطويل التي اعتاد تطبيقها لم تعُد تصلُح إزاء ما نشهده اليوم والآتي الأعظم” تقول المصادر، مع تأكيدها على  ضبابية المشهد الحكومي حتى اللحظة، بانتظار جلستي الحوار الإثنين والثلاثاء واللتين قد تنسحبان إيجاباً بتحديد جلسة حكومية، وقد تقفلان الباب أكثر”.

“أكوام” النفايات في لبنان

لا تصوُر واضح لمعالجة أزمة النفايات في جُعبة سلام. حسب مصادره، الرجل ينتظر اتصالاً من الوزير أكرم شهيّب لإبلاغه اكتمال بنود خطته، وهو ما يبدو بعيداً، وفق الأجواء المحيطة بهذا الملف والتي بدأت تتخذ طابعاً طائفياً، تقول أوساط المصيطبة. وسط كثرة الحديث خلال الساعات القليلة الماضية عن احتضار خطّة شهيّب، وهو الأمر الذي أكّدته مصادر مقرّبة منه. وفق معلوماتها، قد ينعى شهّيب الخطة في حال لم يتلقَّ اتصالات إيجابية من كافة الأطراف خلال الـ 48 ساعة المقبلة، وقد يلجأ الى تسمية الأمور بأسمائها رفعاً منه للمسؤولية، بعدما ضاق ذرعاً ووصلت به الأمور الى حد اليأس. وهنا تُرجع قوى آذارية لب المشكلة الى تعذُر الحصول على جواب إيجابي من حزب الله يُحدّد مكان لإنشاء مطمر في البقاع، وهو الأمر الذي ترفضه مصادر حزب الله جُملة وتفصيلاً. تعيب المصادر إلباس الأزمة ثوب الطائفية والمناطقية. برأيها، لا شيء في القانون يُلزم حزب الله إيجاد مطمر. الخطوة تقع على عاتق الدولة بعيداً عن منطق التقسيمات وتوزيع الحصص على المناطق. تضيف  المصادر ” ان حزب الله سعى من منطلق احساسه بالمسؤولية تجاه الناس  وسعى في عملية البحث  عن حل لكن هذا “لا يعني إلصاقنا التهم جراء فشل الدولة”. أكثر من ذلك، ترى المصادر ان معالجة القضية من منظار مناطقي وطائفي يُحتّم إيجاد مطامر في كسروان والشوف وعاليه وكل الأراضي اللبنانية”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى