وئام “اللهّاب”ّ… صاروخ سياسي عابر لكل المقرّات والعواصم.. و نجمٌ لا تشبع منه الشاشات

في آخر دفعة من “صواريخ” الوزير السابق وئام وهاب على “تويتر” رأى رئيس “تيار التوحيد العربي” ان السفير السعودي علي عوض العسيري يميل إلى “ممارسة دور ضابط المخابرات لا دور السفير”، متسائلا بعد ردّ الاخير على أمين عام “حزب الله” بشأن قيام التحالف الاسلامي ضد الارهاب “هل دولة تحترم نفسها تسمح لسفير بمهاجمة فريق يشكّل أحد مكوناتها؟.

ويضيف وهاب “سفير في منتهى الوقاحة يجب أن يستدعيه وزير الخارجية لتوبيخه”.

قبل ذلك، اعتبر وهاب ان “على وزراء ٨ آذار أن يرفضوا ترحيل النفايات بالأسعار المطروحة وإلا اعتبروا شركاء في الصفقة”. جاء ذلك بعد قوله “مبروك للبنان فقد ولدت شركه لبنانية ثلاثية لترحيل النفايات إلى أفريقيا. الله ما بيبلي تا يعين.  كل إلي خسروه راح يطلعو أكتر منو”.

الاهمّ ان وهاب يعد متابعيه على “تويتر” “بخوض المعركة في مواجهة أي صفقه لنهب النفط وفضحها بالأسماء، وأريد وعداً منكم بأن نخوض المعركه سوياً!”، معتبرا “ان الصفقة حول النفط ستوزّع بشكل عادل على مجموعة نصابين لم يشبعوا بعد من دم الناس”.

ولذلك يحذّر وهاب “ان من يعتقد أن الإنتخابات الرئاسية يمكن أن تكون مناسبة لنهب النفط وتعويض الإفلاس فهو مخطئ تماماً، لأن هذا المال هو للأجيال القادمة”.

على صفحته ايضا يصف الامير محمد بن سلمان بـ “المغفّل”، متوقعا “ان تكون نهاية السعودية على يده”، وجازما بأنه “إذا كان هناك عنوان للدعارة والفسق والمجون والمخدرات وكازينوات القمار فهم المشايخ والأمراء الذين ينهبون ثروتكم”…

هذا غيضٌ من فيض من تهديدات واعترافات صريحة يطلقها الوزير السابق في العالم الافتراضي ثم يُرصَد على المنابر مكرّرا إياها مع مزيد من التفاصيل المشوّقة.  

 

في زمن التسويات المقبلة على الداخل، لا يبدو المشاكس ممّن قرّر الميل مع الريح. كان وسيبقى من أصحاب المواقف الصادمة. وعلى الرغم من أنه خارج لعبة السلطة منذ سنوات طويلة إلا أنه لا يزال ظاهرة. لا يمرّ موقف له مرور الكرام، ولا تشبع البرامج السياسية من استضافته. غالبا ما يكون ناقل رسائل، وفي كثير من الاحيان يظهر على الاعلام فقط لأنه يصارع البحصة حتّى يبقّها… ويرتاح!

 

صار الرجل ماركة مسجّلة باسم “النهفات”، وقد اتاح له العالم الافتراضي الذهاب بعيدا في هجومه على خصومه من دون سقوف ولا ضوابط.

 

لا احد مقتنع اليوم ان ثمّة “تيار” اسمه “تيار التوحيد”. هو على شاكلة بعض الاحزاب- الواجهة. هناك وئام وهاب فقط. تحبّه الشاشات، وينتظره محبّوه كما كل ناقم على سياسته وعلاقاته مع السوري و”حزب الله”.  الرجل صريح “زيادة عن اللزوم” ويكاد يشكّل اللمعة الاكثر استقطابا في الطائفة الدرزية بعد “وليد بيك”.

يحلو وصف نفسه بـ “جرس الانذار”. يصلح هذا التوصيف كمغلّف لكل مواقفه التي “ترعد وتبرق” في الساحة الداخلية لتنتهي بكونها إما “علامة” صحيحة تؤكّد صوابية رؤيته، وإما مجرّد بالون أو تنفيسة أو فشّة خلق، إن أردت أن تفتش عن “أساس صحّتها” فلن تجده.

وزير البيئة السابق لمّع صورته بعد الوزارة وليس خلالها. يجزم دوما بأنه يحدّد بنفسه سقف الكلام وليس التزاما بتعليمات. راكم كل هذا الجدل حول شخصيته من خلال أدوار ومفاتيح معلومات أمتلكها وقنوات تواصل وتنسيق مع الخارج والداخل.

 ابن الجاهلية يذهب أحيانا أبعد من حلفائه في رفع السقوف، لكن هذا الامر لم يفسد في ود التحالف قضية. النجم التلفزيوني يلتقط جمهور الممانعة من الجنوب الى بيروت وصولا الى البقاع، مع شريحة كبيرة من المسيحيين ترتاح “لارتياحه في التعبير” من دون تكبيل ولا ضوابط. كلامه على رأس لسانه، هو هكذا دائما… ومن ينتظر ان يسكت وهاب على فضيحة ترحيل النفايات وغيرها من الفضائح سيكون مخطئا تماما. الرجل يعد بالمزيد من الصواريخ العابرة لكل المقرّات والعواصم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى