والدة الطفل جورج الذي وُلد على ضوء الهاتف لحظة انفجار مرفأ بيروت تروي قصة ولادتها وكل ما مرّت به!!

عندما دخل إدموند خنيصر قاعة عمليات الولادة حيث كانت زوجته، إيمانويل، على وشك وضع مولودهما، كان هدفه هو اقتناص صور للحظات الأولى من حياة ابنه.

لكنه سجل، بدلا من ذلك، اللحظات التي أطاح فيها أكبر انفجار في تاريخ لبنان، بنوافذ كاملة على سرير المستشفى، الذي ترقد عليه زوجته البالغة من العمر 28 عاما.

قالت إيمانويل، وهي تعيد تجميع المشاهد لتوابع اللحظات الأولى من الانفجار الكبير في بيروت، “رأيت الموت بعيني… قفز السؤال (هل انتهى كل شيء؟) كنت أتلفت حولي، وأنظر للسقف، لا أنتظر سوى سقوطه علينا”. وأسفر الانفجار، الذي وقع في الرابع من أغسطس، عن مقتل 172 شخصا وإصابة نحو 6000.

أزال الطاقم الطبي الدماء وشظايا الزجاج المحطم وحملوا، مدفوعين بفطرتهم، إيمانويل إلى الممر، خشية وقوع انفجار آخر.

كانت إيمانويل على وشك الإصابة بالإغماء، واهتزت بشدة من الأعماق، وقالت إنها كانت تعلم أن واجبها التركيز على الولادة.

كانت تتحدث لنفسها بكلمات.. “يجب أن يأتي إلى الحياة.. يجب أن أكون قوية جدا”.

بعد الانفجار مباشرة، كانت ستيفاني يعقوب، كبيرة الأطباء المقيمين في قسم أمراض النساء والتوليد بالمركز الطبي الجامعي في مستشفى سان جورج، قد خرجت مسرعة من الغرفة لمساعدة ممرضة مصابة.

ولكن، كان قد فات الأوان وماتت الممرضة.

أسرعت ستيفاني متجهة على الفور إلى إيمانويل، لمساعدتها في الولادة، مع البروفيسور إيلي أناستاسيادس وفريق من المسعفين.

وقالت لرويترز بعد أسبوع من الانفجار “انقطعت الكهرباء وكانت الشمس تتجه للمغيب، لذلك كنا نعلم أن علينا إنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن. وعلى أضواء الهواتف المحمولة، جاء إلى العالم”.

وتوفي 17 شخصا في مستشفى سان جورج بعد الانفجار مباشرة وأصيب عشرات، بمن فيهم والدة إدموند خنيصر، التي أصيبت بستة كسور في الضلوع وثقب في الرئة.

قال خنيصر، الذي كان يركض متنقلا بين زوجته وأمه، إن هدفا واحدا كان في ذهنه، وهو نقل ابنه الوليد، جورج، إلى بر الأمان.

وعندما ركبوا سيارات الغرباء وخرجوا من محيط منطقة الانفجار، بدأت تتكشف أبعاد المأساة وحجم الدمار.

وصلوا في نهاية الأمر إلى مستشفى خارج العاصمة مباشرة، وجرت أخيرا إجراءات غسل الوليد جورج وتنظيفه.

وقال إدموند، وهو يعرض صور ابنه على صفحة أنشأها له على موقع انستغرام يطلق عليها “معجزة الطفل جورج” إن “جورج مميز للغاية. إنه نور في الظلام”. وأضاف كانت “ولادة وسط الحطام”.

Emmanuelle Lteif Khnaisser, who was in labour at the moment of the Beirut port blast, welcomes Chief Resident of Obstetrics at Saint George Hospital University Medical center, Stephanie Yacoub, into her family home in Jal el-Dib, Lebanon, August 12, 2020. REUTERS/Hannah McKay
FILE PHOTO: George, a boy that was born as the blast wave hit the hospital, is seen after birth in Beirut, Lebanon August 4, 2020 in this picture obtained from social media. Edmound Khnaisser/via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. NO RESALES. NO ARCHIVES/File Photo
FILE PHOTO: Hospital staff works using torches while a baby named George is delivered, as the blast wave hit the hospital in Beirut, Lebanon August 4, 2020 in this picture obtained from social media. Edmound Khnaisser/via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. NO RESALES. NO ARCHIVES/File Photo
Emmanuelle Lteif Khnaisser who was in labour at the moment of the Beirut port blast, holds her baby George at the family home in Jal el-Dib, Lebanon, August 12, 2020. REUTERS/Hannah McKay TPX IMAGES OF THE DAY
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى