وسائل التواصل الإجتماعي تزيد نسب الطلاق عالمياً

وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “فيسبوك” أصبحت أقصر الطرق إلى الطلاق والانفصال بين الزوجين، بحسب عدد من الدراسات الحديثة، أبرزها دراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لمحامي الطلاق، وأخرى نشرتها صحيفة الإندبندنت نقلًا عن جمعية المحامين الإيطالية.

ويأتي موقع «فيسبوك» في صدارة كافة المواقع، إذ يعد المتهم الأول المسؤول عن ارتفاع نسب الطلاق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن 20% من حالات الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية سببها المباشر هو “فيسبوك”.

وفي المرتبة الثانية يأتي تطبيق “واتساب”، فبحسب جمعية المحامين فإنه تسبب في 40% من حالات الطلاق في إيطاليا، وذلك لسهولة الاتصال بين الرجال والنساء وارتفاع نسب خيانة الأزواج وإمكان إخفاء العلاقات السرية خارج إطار الزواج .

وأغلب مؤشرات الخيانة الزوجية، تبدأ عبر وسائل التواصل الإجتماعي لا سيما من خلال رسالة قصيرة عبر ” فايسبوك ” ثم تتطور العلاقة وصولًا إلى “واتساب”، حيث يتبادل الطرفان الصور، وبعد ذلك تحدث الخيانة.

أما سبب حصول الخيانة فيكون عادة بسبب إدمان أحد الشريكين على وسائل التواصل والإنشغال بأصدقاء أو أشخاص إفتراضيين وعدم الإهتمام بالشريك حيث يجد أحد الزوجين في تلك الوسائل مهربًا من قضاء الوقت مع الطرف الآخر بسبب وجود بعض المشكلات في التحاور وتبادل الرأي، مما يوسع الهوة بينهما بدلًا من السعي للتقارب وإزالة أسباب الخلاف.

وفي السياق ذاته، ذكر موقع بريطاني متخصص بحالات الطلاق أن “فيسبوك” وحده تسبب في ثلث حالات الطلاق في بريطانيا عام 2011.

وقد ساهمت مواقع التواصل في ظهور سلوكيات ومصطلحات كانت تبدو غريبة على المجتمعات العربية أيضا حيث أصبح من السهل على الرجال والنساء التحدث إلى بعضهم البعض بلا حواجز أو وسائط.

كما أن الدراسات العربية والغربية تشير إلى تغير شكل العلاقات العائلية والإنسانية والإجتماعية بسبب سيطرة وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيقاتها على حياتنا بشكل تام.

فالأحاديث بين الأصدقاء عند اللقاء وجهاً لوجه أصبحت نسبتها أقل بـ 50 % حيث ينشغل الجميع بعد حوالي 15 دقيقة من تبادل الأحاديث المباشرة بإستطلاع هواتفهم الذكية إمل لنشر صورة على فايسبوك للقاء أو للرد على رسالة واتساب او لمتابعة تغريدة على تويتر او لمشاهدة مقطع فيديو على يوتيوب، حيث تنخفض نسبة الحديث بين الحاضرين.

كما أن أنواع الأحاديث تغيرت فلماذا يسأل صديق عن أحوال صديقه إذا كان يعرف عنه كل شيء مسبقاً من خلال ما ينشره من أخبار وصور ومناسبات على فايسبوك ؟

أما العلاقات العائلية فبطبيعة الحال تغيرت هي أيضاً حيث تم الإستغناء عن الإتصال المباشر للمعايدة أو التمنيات بأعياد سعيدة بين الأبناء والأقرباء والإستعاضة عنها بتعليقات على صور ولايكات الإعجاب على مناسبات حميمة كان من المفترض أن يجتمع من خلالها الأقرباء في منزل واحد يتبادلون الأحاديث.

هل هذا يعني أن علينا أن نستغني عن وسائل التواصل الإجتماعي ؟

من المستحيل طبعا الإستغناء كلياً أو جزئياً عن إستخدام وسائل التواصل لأنها باتت صلة الوصل المعتمدة بيننا وبين باقي العالم ولكن يمكن التخفيف من إستخدامها عندما نكون مع الأهل أو الأصدقاء من خلال وقف خدمة ال 4G ولو لساعة واحدة كي نوقف تلقي رسائل الواتساب أو تنبيهات وسائل التواصل الإجتماعي التي تلهي الشخص عن التواصل مع الآخرين.

أمين ابو يحيى – الضاد برس

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى