الموساد لزياد عيتاني.. “ركّز على أحمد الحريري”

ثَبُتَت بالوجه الشرعي، عمالة المخرج المسرحي، زياد عيتاني، لصالح العدو الاسرائيلي، إذ إنّ ما قدمه عيتاني من اعترافات أمام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، يميط اللثام عن الكثير من المعلومات التي كانت محلَ جدلٍ لكل من تابع وصدمَ بارتباط عيتاني بالموساد.

“عيتاني” الذي اشتهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات التي تحضُ على معاقبة المتعاملين مع اسرائيل، صغاراً كانوا ام كبار، عبّد سكته أمام المحاسبة القانونية، بعدما اُحيل الى “المحكمة العسكرية” باشارة من القاضي جرمانوس، مرتدياً لباس العمالة.

وتمكّن “ليبانون ديبايت” من الحصول على بعض المعطيات مما اعترفَ به “عيتاني” أمام المحققين في “المديرية العامة لأمن الدولة” من خلال مصادر قضائية مطّلعة، إذ أجمعت على تأكيد ارتباطه بالتخابر مع الضابط الاسرائيلي في الموساد “كوليت فيانفي” وهي سيدة يهوديّة تحمل الجنسيّة السويدية، كما ذكر سابقاً.

وتوضح الاعترافات الكثير من النقاط التي كانت مبهمة وتحوم علامات الاستفهام حولها، لاسيما تلك التي تتعلق بالمبلغ المالي الذي كان يتقاضاه لقاء عمالته، علماً انه، وكما تشير المصادر، غيّر اعترافاته ثلاث مرّات.

ففي المرّة الاولى أقرّ بأنه كان يتقاضى مبلغاً يتراوح بين 500 و 1000 دولار أميركي شهرياً، كانت تحوّل اليه عبر “ويسترن يونيون”، لكنه عاد وتراجع عن ذلك معترفاً في المرة الثانية بأنه حصل على مبلغ 5000 دولار أميركي أثناء وجوده في تركيا للقاء الضابط المشغل.

وبغية معرفة المبلغ الذي وصل الى “عيتاني” طوال فترة ارتباطه مع الموساد، فتحت “المديرية العامة لامن الدولة” تحقيقاً بالحوالات المالية عبر “ويسترن يونيون” مع الاشارة الى ان هذا النوع من التحقيقات قد يأخذ وقتاً.

ويفيد عيتاني، ضمن هذا السياق، أنه وخلال اقامته “شهر العسل” في تركيا، طلبت الضابط المشغل لقاءه هناك مستغلةً وجوده خارج لبنان، فالتقيا، واثناء ذلك قدمت له مبلغ 5000 دولار اميركي مقترحةً عليه استخدامها في تحسين مظهره الخارجي لكي يتلائم مع دوره الجديد المحدد باقامة الصداقات مع ثلاث شخصيات سنّية والتقرّب من مستشاريهم وهم:

– محمد بركات – مستشار الوزير نهاد المشنوق
– أسعد بشارة مستشار اللواء المتقاعد الوزير السابق اشرف ريفي
– طوني أبي نجم – مقرّب من اللواء ريفي
– حسن مراد – نجل الوزير السابق عبد الرحيم مراد.

وفعلاً عمل “عيتاني” على التقرّب من هؤلاء، لاسيما من “مراد” الذي تربطه بنجله “حسن” علاقة صداقة.

لكن عاد عيتاني وانقلب على افادته السابقة زاعماً أنه لم يكن يتقاضى أموالاً من مشغلته. وفي سؤاله عن مبلغ الـ5000 د.ا التي أشار اليها، افاد انها كانت عبارة عن “تهنئة” بزواجه.
علماً أنّ عيتاني قد أورد في عدّة أماكن اعترافات بأن مشغّلته أبدت استعداداً لدعم مسرحياته بعد أن قال لها أن آخر مسرحية كتبها عام 2016 حققت نجاحاً باهراً.

أمنياً، كشف الدور الذي انيط بـ”عيتاني” اكثر، فيرد في احد الاعترافات، انه مؤخراً كُلّف من قبل مشغلته الاسرائيلية باستيقاء معلومات على صلة بتحركات ونشاطات امين عام تيّار المستقبل السيد أحمد الحريري. وبحسب ما تنقل المصادر، حثته على تركيز معلومته ضمن هذا الاطار.

أما الذي اخفاه “عيتاني” وتقصد عدم اظهاره، أجاب عنه بريده الالكتروني الذي اتطلع عليه المحقّقون وواجهوه باسئلة مأخوذة من الرسائل التي كانت ترده من مشغلته.
ففي إحدى الرسائل، تفيده “الضابط” أنها بصدد الاعداد للسفر الى لبنان، إذ حددت تاريخ الثاني من شهر كانون الاول، طالبةً منه حجز غرفة في فندق البستان – برمانا، لكن توقيفه أحبط ذلك.

ويبدو أن “عيتاني” لم يكن كفوءاً جداً في مسألة التعامل على عكس عمله المسرحي، إذ تشتكي مشغلته في أكثر من بريد الكتروني، من ضعف في جمع المعلومات، واعدةً اياه بأنها ستعرفه على شخصية تتولى تدريبه واعداده ومساعدته في التعرف على اساليب جمع المعلومات لكي يساعده ذلك في عمله.

ويبقى السؤال، من هي الشخصية التي وعدت المشغلة الاسرائيلية، زياد عيتاني بها؟ هل هي شخصية اسرائيلية كانت تنوي احضارها معها الى بيروت لتقوم بالمهمة، او هي ضابط آخر كانت تخطط لتعريفها عليه، ام أنه شخصية لبنانية ضالعة بهذا الشأن ستكشف الايام القادمة عن هويته.

(عبدالله قمح-ليبانون ديبايت)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى