كريستينا.. طفلة بعمر 3 سنوات أصغر “سبايا” داعش

الطفلة كريستينا بعمر ثلاث سنوات، التي اختطفها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، من قرية “قره كرش” العراقية، أصبحت في السادسة اليوم دون أي معلومات عنها، حيث مازالت والدتها تحمل صورتها وتدور بها من مخيم إلى آخر في الموصل، وتسأل النازحين إذا كان أحدهم قد شاهدها.

وتقيم والدة كريستينا اليوم في مخيم “بحركة” في مدينة أربيل الذي يضم آلاف اللاجئين المسيحيين الذين فروا من القرى المحيطة بالموصل استيلاء التنظيم المتطرف عليها.

وبحسب تقرير، نشره موقع قناة العربية، اليوم الخميس، عن برنامج “صناعة الموت” الذي أرسل فريقه إلى المخيم، ليلقي الضوء على قصة الطفلة المؤلمة والمؤثرة، تروي أم كريستينا قصتها وتقول: “عندما دخل داعش إلى قره قوش نزح معظم السكان ولكن زوجي –الكفيف- كان مريضاً وغير قادر على الهرب، فأرسلت أطفالي الكبار ليهربوا مع أهل البلدة وبقيت مع زوجي وابنتي الصغرى كريستينا، واعتقدت أنها ستكون في مأمن ،فمهما كانت وحشية التنظيم ما الذي يجعله يؤذي طفلة صغيرة مثلها أو امرأة ضعيفة تعول زوجها الكفيف المريض”.

 

وأضافت “مر علينا مقاتلو التنظيم وأخبرونا أننا يجب أن ندخل الإسلام أو ندفع الجزية أو نغادر المدينة فأخبرتهم أننا سنفكر في الأمر ومنحونا مهلة زمنية، وقبل أن تنتهي كان زوجي قد تماثل للشفاء، فأخذته وحملت ابنتي على كتفي وخرجنا من المدينة، ولكن مقاتلي داعش لحقوا بنا وشاهد أحدهم ابنتي كريستينا على كتفي فاختطفها مني، لم أدرك ماذا أفعل، رجعت إلى قره قوش وتوسلت إليهم أن يعيدوا لي ابنتي”.

“وفوجئت بعد أيام عندما ذهبت لمقابلة أمير التنظيم وهو تونسي في الخمسين من العمر، أنه يحملها على ركبتيه داخل مجلسه، فبكيت وطلبت منه أن يعيدها لي فلم يتحدث، وأشار إلى أحد المقاتلين أن يخرجني، وقال لي “هذا المقاتل المسلح أنهم سيقطعوا رقبتي إذا بقيت في المدينة يوماً واحداً، فخرجت مع زوجي وأنا أشعر أن قلبي يتقطع”.

ويوضح تقرير برنامج “صناعة الموت” أن “كل هذه القصة جرت منذ 3 سنوات وطوال هذه السنوات الثلاث دارت المفاوضات بين أم كريستينا ومقاتلي داعش عبر وسطاء من الأهالي الذين بقوا في قره قوش أو الموصل، وكانت الردود دائماً هي الرفض بل قام الوسطاء بإرسال صورة حديثة للطفلة كريستينا تبدو فيها سعيدة وفي صحة جيدة، وقالوا لها ألا تسأل عنها بعد ذلك، لا أحد يستطيع أن يبرر على وجه التحديد السبب الذي جعل أمير التنظيم في قره قوش يتمسك بهذه الطفلة.. فهي أصغر من أن تؤخذ ضمن السبايا، وإن كان بعض التفسيرات المرعبة تؤكد أن ممارسة الجنس عند مقاتلي التنظيم لا تعرف حداً أدنى بالنسبة لعمر الفتاة، فهم يجيزون زواج بنت التاسعة ويمكن أن يمارسوا الجنس بطرق مختلفة مع أطفال أصغر عمراً من دون أن يشعروا بتأنيب ضمير، بينما توجد تفسيرات أخرى أكثر بساطة وهو أن يكون أمير التنظيم أو أحد المقاتلين قد قرروا تبني الطفلة وإنقاذها من “الجحيم” حتى لا تشب مع أسرة “كافرة”، حسب منطق تنظيم داعش الإرهابي”.

وتحتفظ أم كريستينا بملابس وألعاب طفلتها، وبعض هذه الملابس تعود لطفلة أكبر من 3 سنوات، وعنها قالت الأم في لوعة: “كلما مر أشخاص من أهل الخير يقومون بتوزيع ملابس على اللاجئين أتخيل حجم كريستينا وهي تكبر وأنتقي لها ما يناسب مرحلتها العمرية وكلي يقين أنها ستستخدمها يوماً ما”، بحسب التقرير.

وفي الشهور الماضية نزح أكثر من نصف مليون عراقي من مدينة الموصل تحت وطأة القتال الضاري، وأقيمت عشرات المخيمات على عجل لتستوعب حركة النزوح المتزايدة التي تصل إلى 10 آلاف نازح يومياً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى