لا لقاء قريبا بين جعجع والحريري.. فهل ينجح الرياشي وخوري بتفكيك الألغام؟

شهدت العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع حالة من التوتر غير المسبوق،على خلفية موقف “القوات” من استقالة الحريري، واتهام “المستقبل” لها بلعب دور سلبي في التآمر على الحريري وتخريب علاقته بالمملكة العربية السعودية. هذه العلاقة بين “المستقبل” و”القوات” كان يمكن لها أن تشهد مزيداً من التأزم بعد عودة الرئيس الحريري عن الإستقالة، والحديث عن تعديل حكومي يحرج “القوات” فيخرجها. تمّ صرف النظر عن هذا التعديل إلاّ أنّ التوتر بين الفريقين بقي على حاله، إلى أن أعلن الحريري عن إطلالة تلفزيونية له مع الزميل مارسيل غانم يبق خلالها البحصة ويسمي من غدر به. ولتفادي توتير الأجواء الداخلية دخلت قوى سياسية على الخط وتمنّت على الحريري تأجيل إطلالته، واستبدال بق البحصة بتفتيتها وصولاً إلى تذويبها. ومنذ ذلك الحين نشطت المساعي على خط بيت الوسط – معراب في محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين الفريقين.

هذه المساعي يقودها كلّ من وزيري الإعلام ملحم الرياشي والثقافة غطاس خوري، يعملان على طي صفحة التباين وإزالة الغيوم من سماء تلك العلاقة. وبحسب مصدر في “القوات اللبنانية” في حديث لـ “لبنان 24” فإن “هذه الإتصالات قطعت شوطاً لا بأس به، وهناك صفحة جديدة ستفتح، ولاسيما أن القواسم المشتركة بيننا كبيرة ومتعلقة بثوابت 14 آذار، وبالتالي هي تتخطى ظرفاً معيناً استفاد منه “التيار الوطني الحر”، واقحم نفسه وعمل على توسيع الشرخ بين “القوات” و”المستقبل”. فبنظر “القوات”، الحليف المسيحي قام بتسويق “نظرية تآمر القوات”، وزرع الألغام على طريق بيت الوسط – معراب ووما زال يلعب هذا الدور السلبي.

المصدر أكد أنّ مساعي رأب الصدع تتقدّم ولكنها لم تصل بعد إلى مرحلة تحديد موعد للقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، واستبعد أن يتمّ هذا اللقاء قبل الأعياد.

ولأن التوتر في العلاقة بين حليفي الأمس حصل في زمن التحضير للإنتخابات النيابية، لا بد لهذه الندوب من أن تترك أثرها على التحالفات الإنتخابية التي تشهد تقارباً بين “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” على حساب “القوات”، لا بل يسعى تيار “المستقبل” لإدخال النائب فرنجية في هذا التحالف. وحُكي في هذا المجال عن سعي لترتيب لقاء بين المردة والتيار البرتقالي.

إماّ امكان قيام تحالف خماسي يجمع “المستقبل” و”الوطني الحر” وحركة “أمل” و”حزب الله” والحزب التقدمي الإشتراكي، فاعتبرت المصادر القواتية أنّ الكلام عنه تزامن مع محاولات عزل “القوات اللبنانية”، ولكنّه فعليا غير قابل للحياة.

واضافت أن الهجوم على “القوات” ينطلق من استيائهم الكبير من تصويب وزراء القوات على الصفقات والسمسرات في مجلس الوزراء وصولاً إلى دفعهم لعدم معارضة الصفقات المقبلة، وهذا ما لم تقبل به “القوات” ولن تساوم عليه.

توضيحات متبادلة يطلبها الفريقان، “القوات” مستاءة من التشكيك بها ومن الإتهامات التي ساقها ضدها التيار الأزرق، متهما إياها بالتآمر على الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية، والحريري نفسه يطلب من معراب إيضاحات تدحض دورها السلبي في التحريض عليه، وتهيئة ظروف استقالته بالطريقة التي تمت بها، ومسارعتها لقبولها والدفع باتجاه مشاورات ملزمة لتشكيل حكومة جديدة. من هنا لا تبدو مهمة الوزيرين الرياشي وخوري سهلة .

نوال الأشقر – خاص “لبنان 24”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى