أين اختفى “السبهان”؟

منذ 12 ت2 الجاري، لم يَعد لوزير شؤون الخليج السعودي، ثامر السبهان، أي أثر! الرجل الذي ملئ لبنان ضجيجاً، صمتت مدافعه منذ سقوط خطة الاطاحة بالرئيس سعد الحريري، أيّ يومَ خروجه من الرّياض نحو باريس.

ثمّةَ في بيروت من يُردّد عبارات تتضمّن شكوكاً بثأر ما تعرّض له “الوزير” من أولياء أمره، مُردّ ذلك إلى نتائج فشله بإدارة الملف اللبناني الذي اُوكل اليه.

يُردّد في صالونات سياسيّة، أنَّ لعنة بعض السياسيين اللبنانيين الحاقدين سقطت على “السبهان” أيضاً، بعد أنّ إختارَ الانصات لهم وكتابة خطط تأسيساً على رأيهم، فهؤلاء لم ينتلقوا من وقائع سياسية في مقاربتهم للملف الداخلي بل من تراكمات وضغائن ومناصبة عداء للرئيس الحريري المتّهم من قبلهم بايصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا وتالياً تعزيز دون حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر.

الثابت في هذه القضية اذاً، أنّ مفاعيل انتهاء ملف الحريري على الشكل الذي انتهى به، أدى أنّ يكون “السبهان” أوّلَ ضحاياه، وهذا يظهر من عاملين، الاوّل مرتبط بصمته المريب عن هوايته المفضّلة في “التغريد”، والثاني من إعادة تفعيل دور السفير السعودي المعين في بيروت، وليد اليعقوبي.

وتستنج مصادر سياسية واسعة الاطلاع، أنَّ ارسال اليعقوبي بهذا الوقت الذي تزامن بين سقوط “الهدف السعودي” من الاستقالة وعودة الحريري إلى بيروت، يدل على إجراء تغيير تكتيكي في سياسة الرياض ببيروت، أفضت بالنتيجة إلى اجراء “هندسة” على رجلاتها مما سينعكس على اعادة تكوين الملف اللبناني وفق قاعدة وروحية جديدتين.

وتنقل المصادر عن اجواء الصالونات تلك، أنَّ الملف اللبناني باتَ في عهدة شخصيتين اساسيتين، هما السفير وليد اليعقوبي كاداة مباشرة في بيروت، يشرف عليها من الرياض السفير السابق علي عوض العسيري، الذي خبر العلاقة مع السياسيين اللبنانيين لسنوات.

أما الغاية من خلف ذلك، هو اعادة ترتيب ثم تكوين نظرة شاملة للملف اللبناني يتسنى ادارتها باسلوب مختلف في هذه المرحلة. لكن ماذا عن السبهان؟

ثمن اعتقاد ان الرجل عاد لوضعه الطبيعي السابق كوزير لشؤون الخليج، مهمته لا تتجاوز حدود دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يقود المصادر الى الاعتقاد استناداً على ما توفر لديها من معطيات، أن “السبهان” قد يعيد التموضع داخل الملف القطري، وربما هذا التوجه قد يعيد الحرارة الى هذه الجبهة، التي تعاود الظهور على الساحة باوجه متعددة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى