موسى (29 سنة) الشاب الحنون المهذب ورب العائلة السعيدة ينهي حياته فجأة بلا اسباب واضحة … الصدمة كبيرة والحزن مفجع والسر كبير

“سأودّع هذا العالم المجنون… سأبقى شظايا ذاكرة في بال من أحبوني… الوداع لجميع أحبتي”.هي آخر عبارة كتبها الشاب موسى زهوة (29 سنة) في 26 كانون الثاني 2018 على صفحته على فيسبوك…فانهالت التعليقات من أصدقائه تشيد به وبصلابته وتدعوه إلى التشبث بمحبة الحياة التي لطالما زينها في عيون من أحب وأحبوه من جهة، وبين من اعتبرها مزحة من صاحب دعابة وانسان مرح محب للفرح….فإذ بهم يجدون الشاب الخلوق المهذب المتفاني مساء أمس مصاباً بطلق ناري قاتل في صدره في منزله في عين المزراب-تبنين الجنوبية وإلى جانب جثته بندقية صيد.

برحيله خلف موسى (29 سنة) زوجة محبة مفجوعة برحيل شريك عمرها المفاجئ وأب طفلتهما…فلا تدري هي أتلتفت إلى جرح الفراق تداويه…. أم تطبطب على طفلتهما التي باتت يتيمة الأب على صغر سنها….أم تحتضن شقيقتيه اللتين لم يكن لهما سنداً غيره في الحياة…أم عائلته وعائلتها وكل المحبين الذين صدمهم رحيله المبكر في ظروف غامضة….فحتى القوى الأمنية والأدلة الجنائية التي هرعت إلى موقع الحادثة لمعاينتها، فتحت تحقيقاً لكشف ملابساته ولم تصدر حتى الساعة بياناً واضحاً حول تفاصيل ما جرى وذهب بحياة موسى …

صدمة رحيل موسى، الشاب الحنون الواعي المتزن الفرح، لم تصب أهله ومحبيه في بلدته مجدل سلم وجوارها فحسب….فحتى بلدة قانا الجنوبية لم يستوعب أهلها بعد هول الفجيعة…فهم لطالما التقوه في فرنه الذي افتتحه في بلدتهم واتخذوه ابناً لهم لرقي أخلاقه وتهذيبه وحمد جميع من عرفه بروحه المرحة والورعة….

سيُكتب الكثير عن موسى…عن دماثة أخلاقه وحنو قلبه… ولكن الكلمة الأخيرة في حياة موسى قد كتبت، وشاء القدر أن يسيل منها الدمع عويلاً….وأن تخضب حياة من أحبوه بدماء قانية سالت من جسده الشاب…أياً كانت الأسباب والظروف التي أحاطت بهذا الرحيل، فإن الحزن واللوعة دونما أدنى شك سيرافقان أحباءه عمراً أطول من عمر موسى الذي أسدل الستار عنه باكراً جداً، لترتقي روحه بموكب مهيب إلى الملكوت الأعلى….

(يا صور)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى