هل قصد ترامب إحراج الحريري؟!

أثار لقاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الصحافة في حديقة البيت الأبيض موجةً من السخرية حول كيفية تعاطي ترامب مع الملف اللبناني والإرهاب والعقوبات الأميركية على “حزب الله”. فترامب، الذي أخذ يتكلم مطوّلاً عن آخر أخبار الكونغرس الأميركي قبل أن يرحّب حتى بالحريري، توجّه للبنان واللبنانيين منوها بالقتال ضد “داعش، القاعدة وحزب الله.” ولعلّ جملته هذه هي السبب الرّئيسي وراء التعليقات الساخرة التي انتشرت عقب اللقاء الصحافي يوم الثلاثاء الفائت، والتي اعتبرت ان ترامب عديم الدّراية بأحوال بلاد ضيفه، لا سيّما ان الجيش اللّبناني و”حزب الله” كانا يتعاونان منذ الاسبوع الفائت في معركة جرود عرسال.

“من غير المستبعد أن يكون ذلك خطأ أو ضعف تحضير من قبل فريق ترامب الإستشاري”، بحسب  الباحث والمعلّق السياسي بشار الحلبي، التي يشير في اتصال مع موقع “الجديد” الى ان “ترامب قد ارتكب أكثر من خطأ سياسي على مدى الستة أشهر الماضية، ما يدل على عدم درايته بكثير من الملفات السياسية.”

إلا ان الامر لا يبعد فرضية ان تكون الجملة مقصودة بحسب الحلبي “ترامب كان يقرأ ببطء من ورقة أمامه، وربما كان يقصد أن يحرج الحريري.”

ويختم الحلبي طارحا فرضية ثالثة لجملة ترامب، “وهي أن يكون قول ترامب، تعبير عن نية أميركية لتصويب الحكومة اللبنانية ضد حزب الله الأمر الذي لا يعد واقعيا في الظروف الرّاهنة، حيث يمسك حزب الله بجميع مفاصل الحياة السياسية في لبنان”.

يذكر ان جدلا اخر طغى على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ذلك اللقاء، بسبب نوعية الاسئلة التي طرحت على ترامب خلال استقباله الحريري والتي تمحورت بشقها الاكبر حول شؤون أميركية داخلية لا علاقة للبنان بها كنظام الرعاية الصحية ومشاكله مع المدعي العام الأميركي جيف سيشنز، الأمر الذي أثار امتعاض عدد من المعلّقين اللبنانيين. ذلك بالإضافة إلى اعتبار البعض أن إخفاء صوت الحريري والصحافيين العرب عندما تحدثوا بالعربية في أواخر اللقاء، فعل مهين.

الجديد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى